بكر صدقي

بكر صد قي وقضية الكردية
سعادالاسدي ما يتعلق بالقضية الكردية فلم يستطع كل من حاول اتهام بكر صدقي بالسعي لإقامة دولة كردية إن يقدم دليلاً مقنعاً وواقعياً يدعم هذا الاتجاه بل إن مواقف بكر صدقي تجاه الكورد كانت في مجملها ترجح إن الأمر كان على العكس تماماً من ذلك . فقد بالغ في قسوته ضد الانتفاضات الكردية التي شهدنها كردستان , واتخذ مواقف سلبية من زعماء الكورد الذين كانوا منفيين في جنوب العراق . ولحين اغتياله لم يعرف عن بكر صدقي انحيازه لمواقف تخدم القضية الكردية بأي شكل من الأشكال .بل ظل يتصرف كعسكري محترف , دخل السياسة من باب المؤسسة العسكرية , وظل يتصرف وفق حساباتها , وفي إطار طموحه الشخصي . وأخيرا , واستناداً إلى الحقائق التاريخية التي وردت خلال حقبة الدراسة , يمكن تأشير حقيقة مهمة , وهي إن القضية الكردية كانت محوراً فاعلاً في تاريخ العراق المعاصر رغم اتفاق كل الذين تسلموا زمام الحكم في العراق على تهميشها واستبعادها من المعادلة العراقية , حتى لو تطلب ذلك اللجوء إلى الخيارات مكلفة وغير مجدية , كالخيار العسكري , الذي اثبت فشله . وبقيت القضية الكردية جرحاً نازفاً في الجسد العراقي لعقود تالية , لان نظرة السلطات الحاكمة لم تنبع من أسس عادلة وموضوعية تتفهم جوهر القضية الكردية , كقضية شعب له حقوقه , واستحقاقه ضمن الوطن العراقي الواحد , وظلت تلك النظرة تحكمها الاعتبارات المصلحية الضيقة والمواقف المسبقة التي لم تكن في كل الأحوال في صالح أبناء الوطن الواحد, بعربه وكرده , ولا في صالح قضاياه المصيرية
إذ لم يختلف موقف حكومة الانقلاب في شيء عن موقف الحكومات السابقة تجاه قادة الحركات الكردية , والمشتركين فيها . فقد أصدرت حكومة الانقلاب العفو العام عن كافة الذين اشتركوا في جميع الانتفاضات التي وقعت في وسط وجنوب العراق قبل عام 1936 , بمن فيهم عدد من شيوخ العشائر العربية, وأعادت لهم أراضيهم المصادرة , بينما ظل الشيخ محمود وبقية الزعماء الكورد في المنفى , رغم مطالبة الأوساط الكردية حكومة الانقلاب بالسماح